مضى الكلام في الآية السابقة على الإنفاق في سبيل الله وللمحتاجين من الأسرة الاسلامية، وفي هذه الآية والتي بعدها يأتي الكلام على بذل الأرواح والأنس. المال اخو الروح، بل هو اغلى عند كثير من الناس.
اذات كان في الانفاق على الوالدين والاقربين واليتامى والمساكين وغيرهم حماية للمجتمع في داخله فان القتال حماية له من اعدائه في الخارج. لذلك فرض الله علكيم القتال لحماية دينكم والدفاع عن أنفسكم. وهو كرهٌ لكم، لما فيه من المشقة وتعريض الأنس للموت، ولكن ربما كرهتم شيئاً يكون فيه خيركم، ان الله يعلم ذلك، وأنتم لا تعلمون.
وهذه أول آية فُرض فيها القتال، وقد نزلت في السنة الثانية من الهجرة. الجهاد فرض كفاية الا اذا دخل العدو بلاد المسلمين فاتحاً فيكون الجهاد فرض عينٍ على الجميع، وهذه فلسطين، فقد احتلها العدو ولم يهبّ المسلمون لقتاله. لقد أغفلوا فرض عين، وحكامهم هم المسؤولون. ولهم مع الله شأن.