الخصم: المخاصم، يطلق على المفرد المثنى والجمع، ويُجمع على خصوم. تسوّروا: تسلقوا السور. المحراب: مكان العبادة، والغرفة، واكرم مكان في المنزل، ومقام الإمام في المسجد. ففزع: خاف. بغى بعضنا على بعض: جار ولظم. ولا تشطط: ولا تبعد عن الحق، ولا تتجبّر في الحكم. سواء الصراط: طريق الحق. النعجة: انثى الضأن. اكفلنيها: أعطني اياها، واجعلن كافلها. وعزّني في الخطاب: وغلبني في الكلام. الخلطاء: الشركاء: فتنّاه: ابتليناه. خر: سقط على وجهه. راكعا: ساجداً لربه. وأناب: رجع الى ربه. زلفى: قربى: مآب: مرجع.
لا يزال الحديث في قصة داود. هل أتاك يا محمد خبر الخصمين اللذين تسلّقا السور ودخلا عليه في مكان عبادته، لا من الباب.
وعندما دخلوا عليه بهذه الطريقة الغريبة خاف منهم واضطرب، قالوا: لا تخف، نحن خصمان ظلم بعضُنا بعضا، وجئناك لتحكم بيننا بالعدل، لا تجُرْ في حُكمك وأرشِدنا الى الحق. ان هذا أخي له تسع وتسعون نعجة، ولي نعجة واحدة، فقال أعطِني إياها لتكون في كفالتي وغلبني بكلامه وحججه.
قال داود قبل ان يسمع كلام الخصم الآخر: لقد ظلمك يا هذا حين طلب ضمَّ نعجتك إلى نعاجه، ان كثيراً من الشركاء والمتخالطين ليجوز بعضهم على بعض، {إِلاَّ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات} ولكنهم قلة نادرة.
{وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ}
وعرف داود ان الأمر ما هو الا امتحان من الله، فطلب المغفرة، وخرّ ساجدا لله، وأنا اليه بالتوبة. فغفرنا له تعجُّلة في الحكم، وان له عندن امكانةً عالية وحُسنَ مآب. وهنا عند قوله فخرّ راكعاً وأناب موضع سجدة.
نقل كثير من المفسرين ما جاء في التوراة، من ان داود كان يحب امرأة أُوريا الحثّين وانه أرسله الى الحرب حتى قُتل ثم تزوجها، ولم يثبت عندنا في الأثرِ شيء من هذا، ولذلك يجب ان نكون على حذر من هذه الأمور، فان التوراة قد حُرِّفت من الدفة الى الدقة كما يقول «لوثر» وغيره، وكما نص القرآن الكريم.