إنّ قوة الانسان في حياةِ قلبه وذكاء لبّه، والإذعانِ للحق إذا ظهر، أما المالُ والعصبة والنَسب والأعوان والمراكز والتيجان - فهي كلها عوارٍ تغدو وترتحل، ولا يدوز ويبقى الا العملُ الصالح.
وفي هذا تأذيبٌ من اللهِ تعالى لأمةِ محمد صلى الله عليه وسلم. ولو تأدّبوا به لكانوا اليوم أرشدَ الأمم.
إن الله لا ينصر دِينه بأمثالِ هؤلاء المتكبرين الجاحدين، فلا تهتمَّ يا محمد بهم. انما يُنصَر الحقُّ بالمؤمنين الصادقين أمثالِ ذلك الأعمى. وما هذه الآيات إلا موعظة، وهذا القرآن كافٍ في الهداية لمن طَلَبها، وما عليك الا البلاغُ والتذكير، فمن شاء اتّعظ بالقرآن الذي هو {فَي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ} عاليةِ القدر والمكانة بتعاليمها وحِكَمها البالغة {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ} من الملائكة الذين جعلهم الله سفراء بينه وبين رسُله. وهم {لاَّ يَعْصُونَ الله مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[التحريم: ٦] .
قراءات:
قرأ الجمهور: فتنفعه بضم العين، وقرأ عاصم: فتنفعه بنصب العين، وقرأ الجمهور: تصدى بفتح الصاد من غير تشديد، وقرأ نافع وابن محيصن: تصدّى بفتح الصاد المشددة.