والله تعالى يوجه انظارنا الى ما حولنا من مخلوقات وما نرى في هذه الطبيعة الجميلة حتى نتّعظ ونؤمنَ بقدرة مَن خلق هذا الكون العجيب، وما فيه من الكائنات، وقُدرته على حِفظها وإحكام صنعها، كي ندرك انه قادر على ان يُرجِع الخلق الى يومٍ يوفَّى فيه كل عامل جزاء عمله.
بعد أن بين الله للناس أمر الآخرة وما فيها من نعيم وشقاء، ونبّه الى مشاهد الكون المعروضة أمام الأنظار - وجّه الخطابَ الى الرسول عليه الصلاة والسلام ليقومَ بواجبه وطبيعةِ رسالته، بقوله الكريم:
{فَذَكِّرْ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ إِلاَّ مَن تولى وَكَفَرَ فَيُعَذِّبُهُ الله العذاب الأكبر} .
ذكّر الناسَ أيها الرسول بالآخرة وما فيها، وبالكون المعروض أمامهم وما فيه من عجائب، فإن مهمّتك التبليغُ ودعوةُ الناس الى ما فيه خيرهم ولستَ عليهم بمتسلّط. وحسابُهم على الله، لكنّ من أعرضَ منهم وكفر فأنت لا تملك من أمر قلوبهم شيئا، وأمرُهم الى الله يعذّبهم العذابَ الذي لا عذاب فوقه.
ثم ختم هذه السورةَ الكريمة بآيتين قصيرتين جليلتين أكد فيهما رجوعَ الناس إليه وحسابَهم الدقيق في ذلك اليوم فقال:
إنهم راجعون الينا، وسنحاسبُهم على ما كَسَبتْ أيديهم في سجلٍّ لا يغادِر صغيرةً ولا كبيرة الا أحصاها.
قراءات:
قرأ أهل البصرة غير سهل: تُصلى بضم التاء. والباقون تَصلى بفتحها. وقرأ أهل البصرة غير سهل: لا يُسمع فيها لاغية بضم الياء ورفع لاغية. والباقون: لا تسمع بفتح التاء ونصب لاغية. وقرأ نافع: لا تسمع فيها لاغية بالتاء المضمومة ورفع لاغية.