وقد تحققت نبؤءته، فاليهود هم حكّام الولايات المتحدة الأمريكية دون جدال، وبأصواتهم في الانتخابات على الأقلّ. هذا سيرينغ، السفير البريطاني في امريكا، يقول في تقريره المؤرخ في ١٣ تشرين الثاني سنة ١٩١٤ من كتاب ادمونسون «أنا أشهد» ص ١٩٣ما يأتي: «يعتبر بول م. واربورغ الألمانيُّ المولد، اليهودي الأصل، المسيِّر الوحيدَ لسياسة الولايات المتحدة الاقتصادية والمالية، إبّان عهد الرئيس ويلسون. ومنذ وفاة ج. ب. مورغن الأب، قفز أصحاب المصارف اليهودُ في أمريكا الى أرفع المراكز في السلطة وأعلى مقامات النفوذ؟ .
ويقول ويليام دادلي بالي، في الصفحة ٩ من كتاب» الامبراطورية الخفية «ما يأتي» كان للرئيس فرانكلين روزفلت ٧٢ مستشاراً، منهم ٥٢ من اليهود المهاجرين الى الولايات المتحدة. والأَهمُّ من ذلك، ان الإحصاءات الرسمية تدل على ان اليهود يملكون ٨٠ بالمائة من عقارات الولايات المتحدة وأبنيتها ومواردها الطبيعية. كما يشكّل اليهود نسبة ٨٦ بالمائة من مجموع الموظفين في واشنطن «.
هذا إلى كتب كثير أُلّفت في هذا الموضوع، لكن الأمريكان مخدَّرون تحت وطأة رشوة اليهود للمسئولين في البلاد والضغط عليهم بشتّى الوسائل المغرية.
أما الأوربيّون فإنهم تكلّموا عن اليهود وحذّروا منهم كثيراً وانتقدوهم. فهل هناك إلا قَبْضَ الريح من أمل لبعض الحكام، لا الشعوب العربية، في أمريكا! لكن كل ذلك ذهب ادراج الرياح.
{كُلَّمَآ أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا الله}
كلّما همّوا بالكيْد للرسول وللمؤمنين عليهم. وقد كان اليهود يُغرون المشركين بمحاربة النبيّ والمؤمنين، بل إن منهم من سعى لتحريض الروم على مهاجمتهم. ومنهم من كان يؤوي أعداء المسلمين ويساعدهم مثل كعب بن الأشرف أحد كبار زعمائهم. وكان هذا عربياً من نبهان من طيّ، أُمه يهودية، فاتّخذ اليهودية ديناً له. وكان شاعراً، فآذى النبيَّ عليه السلام والمسلمين كثيرا الى ان قُتل.
وما سببُ هذا الكيد إثارة الفتن الا الحَسد والعصبيّة من قِبل اليهود، وخوف الأحبار ان يزيل الإسلام امتيازاتهم العلميّة والدينية التي كانوا يعيشون عن طريق استغلالها في الارتشاء والدجَل على صغار العقول.
{وَيَسْعَوْنَ فِي الأرض فَسَاداً} .
ان ما يأتونه من عداوة الرسول الكريم والمؤمنين، بنشْر الفاسد في الأرض وإثارة الحروب ليس الا الفساد بعينه. فهم يخافون اجتماع كلمة العرب، حيث تقوى شوكتهم. وبذلك يذهب نفوذ اليهود الذي يتمتّعون به، {والله لاَ يُحِبُّ المفسدين} بل يبغضهم ومن ثم لن ينجح سيعهم، أو يصلُح عملُهم.
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الكتاب آمَنُواْ واتقوا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النعيم} .
ولو أن اليهودَ والنصارى آمنوا بالإسلام ونبيّه، واجتنبوا الآثام التي ذكراناها لمحونا عنه سيئاتِهم التي اقترفوها وغفرنا لهم ذنوبهم، ولأدخلناهم في جنات النعيم في الآخرة.
{وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التوراة والإنجيل. . .}
لو أنهم عملوا بالتوراة والإنجيل، وحفظوهما من التحريف، وآمنوا بما أَنزل إليهم ربهم، وهو القرآن الكريم لأعطتهم السماءُ مطرها وبركتها، والأرضُ نباتها وخيراتها.