للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يُقسم هؤلاء المنافقون كَذِباً بأنهم مؤمنون مثلكم وأنهم منكم، والحقيقة أنهم ليسوا مؤمنين بالله، وليسوا منكم، لكنّهم قومٌ يخافونكم، مما يدفعهم الى النفاق.

لقد ملأ الرعب قلوبهم، فلا يدرون ماذا يفعلون، واين يتوجهون او يختبئون؟ وهذا ما تعبر عنهم الآية الكريمة الآتية:

{لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ} .

وانهم لشدة كرههم للقتال معكم، ولبغضهم معاشرتكم، ولشدة جبنهم وخوفهم من ظهور نفاقهم لكم- يتمنون الفرار منكم والعيش في اي مكان يعتصمون به، فهم تطلقعون أبداً الى مخبأ يجمعهم، ويأمنون فيه، وليكن حصناً او مفاغرة او رسدابا ضيقا. انهم مذعورون يطاردهم الفزغ الداخلي والجبن الروحي، ولذلك يحلفون بالله إنهم منكم، ليتقوا انكشاف طويتهم، ولكن الله لا يخفى عليه شيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>