ومنهم ثلاثةٌ معرُوفون، هم أبو لُبابة بن عبد المنذر، وثعلبة بن وديعة، وأَوس ابن حذام، من الأنصار، تخلّفوا عن رسول الله في غزوة تبوك. فلما رجع من غزوته، ندموا على ما فعلوا وأوثقوا أنفسَهم في سواري المسجد. فلما مر بهم سأل عنهم فقالوا له تخلّفوا عنك يا نبي الله، فصنعوا بأنفسم ما ترى، وعاهدوا الله ان لا يُطلقوا انفسهم حتى تطلقهم انت فقال: وأنا لا أُطلقهم حتىأوَمَرَ بإطلاقهم. فأنزل الله تعالى:{وَآخَرُونَ اعترفوا بِذُنُوبِهِمْ. . . الآية} .
وهذا الصنف الناس كثير، فالانسانُ ضعيف والمغريات كثيرة، والنفس أمّارة بالسوء. ونحمد الله تعالى على أن باب التوبة مفتوح دائماً، ولذلك قال تعالى:
{عَسَى الله أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} .
فالاعتراف بالذنب والشعورُ بوطأته دليلٌ على حياة القلب، ومن ثَمّ فإن التوبة مرجُوَّة القبول، والمغفرة مرتقبة من الغفور الرحيم.
وقد قبل الله توبتهم ورحِمَهم. . وهذا ينطبق على كل مسلم يخطئ ثم يرجع الى الله. بل ان هذه الفئة من الناس هي الغالبية العظمة من البشر. . يخطئون ويتوبون، لكن الله رؤوف رحيم تواب يقبل التوبة.