للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• ثالثًا: فهم الصحابة:

وذلك مثل فهم ابن عباس من قول النبي : «إنما الربا فى النسيئة»، وفي رواية: «لا ربا إلا فى النسيئة» (١) نفي ربا الفضل، ومن قوله تعالى: ﴿فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ﴾ [النساء: ١١]، أنه إن كان له أخوان فلأمه الثلث.

وذلك مثل قولهم في حديث: «إنما الماء من الماء» (٢) منسوخ بما روته عائشة ، عن النبى : «إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل» (٣).

فقولهم (منسوخ) لا يعني نسخ منطوق الحديث؛ لأنَّ منطوقه ما زال معمولًا به، ولكن مقصدهم نسخ مفهوم المخالفة الذى فهم من الحصر في الحديث، فقولهم بنسخ مفهوم المخالفة دل على أنهم يقولون به، ويعملون بمقتضاه.

• رابعًا: لغة العرب:

فتخصيص الشاء بالذكر في لغة العرب لا بد أن يكون له فائدة، فإذا استوت السائمة والمعلوفة، والثيب والبكر، والعمد والخطأ، فَلم


(١) أخرجه البخاري (٢١٧٨)، ومسلم (١٥٩٦) من حديث أسامة مرفوعًا.
(٢) أخرجه مسلم (٣٤٣) من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا.
(٣) أخرجه مسلم (٣٤٩) من حديث أبي موسى الأشعري مرفوعًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>