للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسألة الأولى:

هل كان علم المقاصد موجودًا في زمن النبوة؟

علم المقاصد واحد من علوم الاجتهاد التي لا غنى للفقيه المجتهد عنها، وجاءت نشأته في ثنايا أصول الفقه عند الكلام على العلل المناسبة، وكانت أصوله ممتزجةً مع التشريع منذ صدر الإسلام، وهكذا سائر العلوم الشرعية كلها تجد لها أصولًا في الكتاب والسنة، وإن لم ينص عليها صراحة (١).

ومن ذلك مثلًا: جاءت نصوص كثيرة تدل على قاعدة التيسير ورفع الحرج والمشقة، وهذه القواعد من أجلِّ مقاصد الشريعة الإسلامية،


(١) وجاءت الإشارة إليه في كتب الأصول عند المتقدمين، فمن ذلك ما قاله العز بن عبد السلام : ومن تبع مقاصد الشريعة في جلب المصالح ودرء المفاسد حصل له من مجموع ذلك اعتقاد أو عرفان بأن هذه المصلحة لا يجوز إهمالها، وأن هذه المفسدة لا يجوز قربانها، وإن لم يكن فيها نص أو إجماع أو قياس خاص. قواعد الأحكام في مصالح الأنام (٢/ ١٨٩).
ثم بدأ علم المقاصد يستقل ابتداء مما كتبه الإمام الشاطبي في كتابه (الموافقات) حيث أفرد له جزءًا مستقلًّا، مرورًا بإبراز وإظهار الطاهر بن عاشور له، ثم تتابع الناس عليه بين مقل ومستكثر.

<<  <  ج: ص:  >  >>