كتاب جامع المسائل والقواعد في علم الأصول والمقاصد

المبحث الرابع حاجة الناس إلى معرفة مقاصد الشريعة، وسوء استخدام بعض الناس لها - حاجة الداعية إلى المقاصد - ج: 4 - ص: 237

طريقته وألفه من عادته أنه يؤثر تلك المصلحة ويكره تلك المفسدة (١).

وإذا كان الصحابة ﵃ مع قربهم من التشريع وقلة المستجدات إلا أنهم راعوا مقاصد الشريعة وفعلوها، فنحن في عصرنا هذا أحوج لذلك.

قال الشيخ نور الدين الخادمي: فكثيرًا من الأمثلة الفقهية التي تبناها التابعون سواء بنقلها عن الصحابة، أو ببيانها من قبلهم تدل بجلاء على اهتمامهم البالغ، وتعويلهم على المقاصد الشرعية في معالجة النوازل وتأطير الحوادث والمستجدات (٢).

بعد كل هذا لم يبق شك أبدًا أن علم مقاصد الشريعة لا بد منه للمجتهد الفقيه، حتى يستطيع أن يفتي للناس في كل أمر مستجد؛ لتبقى هذه الشريعة خالدة صالحة لكل زمان ومكان (٣).

• حاجة الداعية إلى المقاصد:

الدعاة اليوم في أشد الحاجة لمعرفة مقاصد الشريعة وبيانها، وإبراز محاسنها، ورفع الإشكالات، وإنصاف ديننا المفترى عليه خاصة في ظل التحديات الفكرية والإعلامية التي تواجهنا، فالدعاة اليوم أكثر

---

(١) قواعد الأحكام للعز بن عبد السلام (٢/ ١٨٩).
(٢) الاجتهاد المقاصدي للخادمي (١/ ١٠٩).
(٣) مقاصد الشريعة عند ابن القيم، للدكتور سميح عبد الوهاب الجندي (٩٠).