للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما لو قال: هذا الحكم لا بد له من علة؛ لأنه حدث بحدوث حادث، ولا حادث يمكن أن يعلل به إلا كذا وكذا، وقد بطل الكل إلا هذا، فهو العلة (١).

والجواب عن ذلك:

أنَّ الصورة التي ذكرها الغزالي خارج محل النزاع، فإنَّ الوصف إذا كان طرديًّا غير مؤثر في الحكم فلا اعتبار له بالاتفاق، وإنما الوصف في مسلك الدوران هو الوصف المؤثر ويعتبر حيث لم يقم دليل على إلغائه.

فالشدة والرائحة هي علامة على العلة التي هي الإسكار، وليست هي العلة، ألا ترى الآن أنَّ المخدرات تؤخذ في شكل أقراص، وحقن، وتسبب الإسكار، وليس فيها شدة الخمر، ولا رائحة الخمر مع ذلك فهي محرمة لاشتمالها على العلة، وهي الإسكار.

* المسلك السادس: المناسبة.

ويسمى استخراجها: تخريج المناط، وهي عمدة كتاب القياس، ومحل غموضه ووضوحه (٢).


(١) المستصفى للغزالي (٢/ ٩٧٢، ٩٧٣).
(٢) إرشاد الفحول للشوكاني (٢/ ٦٢٥)، الغيث الهامع شرح جمع الجوامع للعراقي (١/ ٥٧١) ط. دار الكتب العلمية.

<<  <  ج: ص:  >  >>