للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قولنا: ثانيًا: أخرج الأداء؛ لأنه يفعل أولًا.

قولنا: في وقت الأداء: أخرج القضاء؛ لأنه يفعل بعد خروج الوقت، والتعجبل لأنه يفعل قبل الوقت.

قولنا: لخلل في الأول: أخرج ما يفعل ثانيًا، لكن بدون خلل في الأول كالمنفرد إذا صلى مرة ثانية مع الجماعة، فإن صلاته الأولى ليس فيها خلل، فلا توصف الثانية بالإعادة شرعًا، بل هي أداء كالأولى.

وعلى هذا فالإعادة قسم من الأداء، وليست قسيمًا له؛ لأن الأداء في الحقيقة اسم لما يقع في الوقت المحدد شرعًا مطلقًا، سواء كان سابقًا أو مسبوقًا، أو منفردًا، فإن سبق بأداء مختل سمي إعادة، وعلى ذلك فكل إعادة أداء، دون العكس (١).

• ثالثًا: القضاء:

القضاء لغة: الفصل في الحكم والأداء، وإتقان الشيء، وانقطاعه وإتمامه (٢) (٣).


(١) شرح التلويح علي التوضيح للتفتازاني (١/ ٣٠٩)، المهذب للنملة (١/ ٤٢١).
(٢) مقاييس اللغة (٥/ ٩٩).
(٣) فائدة: قال ابن الجوزي (نزهة الأعين النواظر في علم الاشباه والنظائرص ٥٠٦) بتصرف:
قد ذكر أهل التفسير أن القضاء في القرآن على خمسة عشر وجهًا، منها:
الأمر: ومنه قوله تعالى في بني إسرائيل: ﴿وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه﴾.
والخبر: ومنه قوله تعالى في بني إسرائيل: ﴿وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين﴾.
والموت: ومنه قوله تعالى في القصص: ﴿فوكزه موسى فقضى عليه﴾.
والتمام: ومنه قوله تعالى في الأنعام في القصص: ﴿أيما الأجلين قضيت﴾، وفيها: ﴿فلما قضى موسى الأجل﴾.
والحتم. ومنه قوله تعالى [في يوسف]: ﴿قضي الأمر الذي فيه تستفتيان﴾، وفي مريم: ﴿وكان أمرا مقضيا﴾.
والحكم. ومنه قوله تعالى في سورة النساء: ﴿ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت﴾، وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>