للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* المسلك الثالث: فإن لم يعلم التاريخ عمل بالراجح إن كان هناك مرجح:

مثال: قوله : «مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَليَتَوَضَّأ» (١)، وسئل عن الرجل يمس ذكره عليه الوضوء قال: «إنَّمَا هُوَ بَضعَةٌ منكَ» (٢).

فحديث: «مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَليَتَوَضَّأ» هذا يأمر بالوضوء، وحديث: «إنَّمَا هُوَ بَضعَةٌ منكَ» لا يأمر بالوضوء، فأول مرحلة هي محاولة الجمع، كمن قال: معنى الحديث الأول أن من مس ذكره بشهوة عليه الوضوء، والثاني يعني أن من مسه بدون شهوة لا وضوء عليه.

ونازع البعض وقالوا: لا دليل على هذا القيد.

فانتقلوا إلى مرحلة الناسخ والمنسوخ، فقال بعضهم: إن حديث «من مس ذكره فليتوضأ» متأخر، فهو ناسخ. وقال بعضهم: إن التاريخ غير معلوم.


(١) إسناده صحيح، أخرجه أبو داود (١٨١)، والترمذي (٨٢)، والنسائي (١/ ١٠٠)، وابن ماجه (٤٧٩)، وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الألباني وغيره.
(٢) إسناده ضعيف، أخرجه أحمد (١٦٢٨٦) وأبو داود (١٨٢)، والترمذي (٨٥)، وغيرهم من حديث قَيس بن طَلق بن عَليٍّ، عَنْ أَبيه مرفوعًا، وقيس بن طلق بن علي ضعفه ابن معين وأبو حاتم وأحمد والشافعي ولم يوثقه إلا العجلي، ولم يقبل الشافعي منه هذا الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>