للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الآخرة.

* أولًا: الحكم الأخروي:

- اتفق العلماء على أن النسيان مسقطٌ للإثم مطلقًا لقوله تعالى: ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، وقول الرسول : إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه (١). ولأن النسيان من باب ترك الحقيقة بدلالة محل الكلام؛ لأن عين الخطأ وأخويه غير مرفوعٍ، فالمراد حكمها وهو نوعان: أخرويٌّ، وهو المأثم، ودنيويٌّ وهو الفساد، والحكمان مختلفان، فصار بعد كونه مجازًا مشتركًا لا يعم، فإذا ثبت الأخروي إجماعًا لم يثبت الآخر (٢).

* ثانيًا: الحكم الدنيوي:

- إن وقع النسيان في ترك مأمورٍ لم يسقط، بل يجب تداركه ولا يحصل الثواب المترتب عليه لعدم الائتمار. وإن وقع النسيان في فعلٍ منهيٍّ عنه ليس من باب الإتلاف فلا شيء فيه، أما إن وقع في فعلٍ منهيٍّ عنه فيه إتلافٌ لم يسقط الضمان، فإن وقع في فعلٍ منهيٍّ عنه يوجب


(١) حديث: " إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان .. " تقدم تخريجه.
(٢) الأشباه والنظائر لابن نجيم ص (٣٠٢ - ٣٠٣)، والأشباه والنظائر للسيوطي ص (١٨٧)، والمنثور في القواعد للزركشي (٣/ ٢٧٢) - (٢٧٣) وشرح الكوكب المنير (١/ ٥١١)، وما بعدها، وشرح مختصر الروضة (١/ ١٨٨) وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>