أن تكون رسائل مختصرة عادة ما تحمل عنوانًا واحدًا، أو بابًا واحدًا، أو مسألة من مسائل الأصول.
فرسالة الشافعي حملت أهل العلم على التتابع في التدوين والكتابة في قضايا الأصول، لكنها لم تكن على هيئة كتاب تجمع فيه مسائل الأصول بقدر ما كانت تأليف في المسائل الجزئية، فتجد رسالة في حجية الخبر الواحد، وأخرى في الإجماع، وأخرى في القياس.
فلم تكن المؤلفات تتميز بالشمول الأصولي في التأليف، ولكن ارتبط التصنيف في مسائل جزئية من علم الأصول يستفرغ المصنف وسعه في بيانها، وجمع أقوال العلماء فيها وبحثها.
وتميزت هذه التصانيف بتبني منهج معين، أو الرد على المخالف.
• القرن الرابع الهجري:
بدأ التدوين يتكامل ويشمل جميع أبواب العلم، فظهر علم الأصول على شكل كتاب متكامل يشمل جميع الأبواب في الأصول.
فظهر كتاب الفصول للإمام أبي بكر الجصاص الرازي الحنفي المتوفى سنة (٣٧٠ هـ).
وكانت قبله وبعده محاولات متعددة في هذا الاتجاه.
حتى جاء القاضيان أبو بكر الباقلاني، والقاضي عبد الجبار