للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القسم الرابع: رخصة خلاف الأولى، أي: أن ترك الأخذ بالرخصة أولى وأفضل من فعلها، ومن أمثلة ذلك:

١ - الإفطار في رمضان للمسافر الذي لا يشق عليه الصيام ولا يتضرر به، وقلنا: إنه رخصة خلاف الأولى؛ لقوله تعالى: ﴿وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ﴾، ولما روي عن أنس، وعثمان بن أبي العاص الثقفي أنهما قالا: «الصوم في السفر أفضل لمن قدر عليه» (١).

٢ - التلفظ بكلمة الكفر لمن أكره عليه قد سبق أن ذلك خلاف الأولى؛ لأن الأولى والأفضل عدم التلفظ بكلمة الكفر (٢).

• مسألة: أيهما أفضل الرخصة أو العزيمة؟

لقد اختلف العلماء في ذلك على مذهبين:

المذهب الأول: أن الأفضل الأخذ بالعزيمة وترجيحها.

أدلة أصحاب هذا المذهب:

الدليل الأول: أن العزيمة هي الأصل المقطوع به، الذي لا يختلف


(١) ذكره ابن عبد البر في التمهيد (٢/ ١٧٧) معلقاً، ولم أجده مسندًا عن أنس بن مالك، ورواه ابن أبي شيبة (٨٩٨٣) عن عثمان بن أبي العاص.
(٢) شرح الكوكب المنير (١/ ٤٧٩)، التمهيد للإسنوي (٧١)، المهذب للنملة (١/ ٦٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>