للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لهذا الدين، وعلماء أفذاذًا قاموا بحفظ حماه وحرسوا مداخله، فلم يدخله التحريف والتغيير، فكانوا للمفسدين والمحرفين بالمرصاد.

ومما ذكره العلماء من أولى أوليات الحاكم المقدمة هي حفظ الدين.

وهذا ما فهمه الصديق والصحابة بعد موت رسول الله ، فقام مقام النبي الصدِّيقُ وأرضاه- في إقامة الحق، وحفظ الدين، وصيانة أهله، فقاتل من ارتد من العرب موفقًا رشيدًا، وانتظم به ما كان منتشرًا بعد قبض نبيه .

قال الماوردي: والذي يلزمه -أي الحاكم- من الأمور العامة عشرة أشياء:

أحدها: حفظ الدين على أصوله المستقرة، وما أجمع عليه سلف الأمة، فإن نجم مبتدعٌ أو زاغ ذو شبهةٍ عنه أوضح له الحجة، وبين له الصواب، وأخذه بما يلزمه من الحقوق والحدود؛ ليكون الدين محروسًا من خللٍ، والأمة ممنوعةً من زللٍ (١).

ومن أجل حفظ الدين هذه الغاية الكبرى قال «إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان، فإذا أبصرأحدكم امرأة فليأت


(١) الأحكام السلطانية للماوردي (١/ ٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>