للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عرض على النبي قتلهم أبى، وقال: «حتى لا يقال إن محمدًا يقتل أصحابه» (١).

وكذلك من أعظم وأعلى هذه الواجبات في الشريعة هو واجب العمل لله والدعوة إليه، فلو تزاحم مع أي واجب آخر يقدم هو على غيره، وهذا الذى فهمه الغلام في قصة أصحاب الأخدود حين أرسلهم الملك ليقتلوه، فنجا فصار بين واجبين: إما أن ينجو بنفسه ويحافظ عليها من الهلاك، وإما أن يقدم واجب الدعوة إلى الله ويذهب مرة أخرى ليدعو الملك وأتباعه؛ فقدم الواجب الأعلى، وهو الدعوة إلى الله، بل لما رأى أن هذه الدعوة لم تؤت ثمارها، ووجد أنه لا بد أن يضحي بحياته كي ينشر هذا الدين، فقدم واجب نشر الدين على واجب الحفاظ على حياته.

ومن ذلك أيضًا: ما فعله النبي مع أبي جندل حينما فر من المشركين، وجاء إلى النبي فارًّا بدينه، وكان النبي عاقدًا لصلح الحديبية، فرده النبي ، وقال أبو جندل: «أُرَد إلى الكفار يفتنونني في ديني» (٢).


(١) أخرجه البخاري (٤٩٠٥)، ومسلم (٢٥٨٤) من حديث جابر مرفوعًا.
(٢) أخرجه البخاري (٢٧٣١) من حديث المسور بن مخرمة مرفوعًا بنحوه، واللفظ المذكور لفظ البيهقي في الكبرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>