للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن جزى: وكلا القولين مرويٌ عن ابن عباس، والقول الأول قول أبي بكر الصديق وعائشة، وعروة بن الزبير، وهو أرجح.

وقال ابن عطية: المتشابه نوعان؛ نوع انفرد الله بعلمه، ونوع يمكن وصول الخلق إليه. فيكون الراسخون ابتداءً بالنظر إلى الأول، وعطفًا بالنظر إلى الثاني (١).

وصف الله الآيات المحكمات بأنهن أم الكتاب.

قال الماوردي فيه وجهان:

أحدها: أصل الكتاب.

والثاني: معلوم الكتاب، وفيه تأويلان:

أحدهما: أنه أراد الآي التي فيها الفرائض والحدود.

والثاني: أنه أراد فواتح السور التي يستخرج منها القرآن.

ويحتمل ثالثًا: أن يريد به أنه معقول المعاني؛ لأنه يتفرع عنه ما شاركه في معناه، كالأم لحدوثها عنه، فلذلك سماه أم الكتاب (٢).


(١) التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزى (١/ ٢٣٠).
(٢) النكت والعيون بتصرف (١/ ٣٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>