وقد يلزم التابعي صحابيًّا بعينه حتى يُشتهر بالأخذ عنه.
ومن ذلك: سعيد بن المسيب اشتهر بالأخذ عن أبي هريرة.
وكذلك نافع مولى ابن عمر اشتهر بالأخذ عنه، وتشرب فقهه.
واشتهر عكرمة بالأخذ عن ابن عباس، والتفقه عليه.
فورَّث الصحابة العلم بانتشارهم في الآفاق والبلاد، وتدريسهم العلم لطلابهم، والآخذين عنهم.
فتشرب به التابعون، وورَّثوه بدورهم إلى غيرهم من أتباعهم، بل إنَّ المذاهب الفقهية الكبرى كانت متأثرة بفقه الصحابة.
ففقه أبي حنيفة ينتهي في إسناده إلى عبد الله بن مسعود.
وفقه مالك ينتهي في إسناده إلى ابن عمر (مالك عن نافع عن ابن عمر).
وفقه الشافعي ينتهي في إسناده إلى ابن عباس (الشافعي عن ابن جريج عن عكرمة عن ابن عباس)، وقد جمع ﵁ بين علم الحجاز (مالك)، وعلم العراق (أبو حنيفة).
وفقه أحمد بن حنبل متأثر بفقه الشافعي، فهو أجل من أخذ عنه.
فالصحابة ورَّثوا العلم للتابعين، ثم تلت تلك المرحلة مرحلة تابعة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute