وغلب على كل أصله فغلب على إبليس العشوائية، وغلب على آدم التؤدة والسكينة لما عصى فذل وخضع وتاب إلى الله تعالى.
ثانيًا: اعتبر إبليس أن شرف الأصل يدل على شرف الفرع فلو افترضنا أن النار أفضل من الطين هل يلزم من ذلك أن يكون إبليس أفضل من آدم؟! لا، فشرف الأصل لا يدل على شرف الفرع، فشرف نوح ﵇ لم يدل على شرف ابنه الذى كان كافرًا وكان أبوه نبيًّا، ولذلك كانت العرب تقول:
إذا افتخرت بآباء لهم شرف … قلنا صدقت ولكن بئس ما ولدوا.
ثالثًا: لو فُرض أنَّ شرف الأصل يدل على شرف الفرع فلا مانع أن يسجد الفاضل للمفضول لو أمر الله، لذلك فالقياس الذى قاس به إبليس هو قياس باطل من جميع جهاته، فكل من قاس قياسًا كهذا مع علمه بأنه مصادم للنص فهذا متبع لإبليس.
تنبيه: انقسم الناس في الأخذ بالقياس إلى ثلاثة طوائف:
الأولى: غالت في الأخذ به.
الثانية: غالت في إنكاره.
الثالثة: المتوسطون بين هؤلاء وأولئك.
فالأولى قالت: إنَّ النصوص لا تحيط بأحكام الحوادث، وغلا