للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد نبه النبي على المشترك بين القبلة والمضمضة، وعدم حصول المقصود منها، وهو ما يوجب الإفطار.

فالقبلة مقدمة قضاء شهوة الفرج، وليس فيها قضاء شهوة الفرج، كما أن المضمضة مقدمة قضاء شهوة المعدة، وليس فيها قضاء شهوة المعدة، فعدم قضاء الشهوة سبب عدم الإفطار، فانتفى الحكم بانتفاء سببه.

ففهم على الجملة تأثير الوجه الجامع بين محل السؤال، والنظير المذكور في الحكم الواقع على الاشتراك (١).

الثالث: أن يذكر وصفًا في محل الحكم لا حاجة إلى ذكره، كقوله : «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» (٢)، فعلة اللعن اتخاذ القبور مساجد، ولو لم يكن كذلك لم يكن لذكره معنى في هذا المقام.

النوع الخامس: أن بفرق بين شيئين في الحكم بذكر صفة فاصلة، فهو تنبيه على أنَّ الوصف الفاصل هو الموجب للحكم الذي عُرف به


(١) شفاء الغليل للغزالي (٤٤).
(٢) أخرجه البخاري (١٣٣٠)، ومسلم (٥٢٩) من حديث عائشة.

<<  <  ج: ص:  >  >>