للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عين جامعًا بين الفرع والأصل، وعين هنا الفارق بينهما (١).

وقد عد القرافي هذا المسلك - وهو تنقيح المناط - أنه إلغاء الفارق، فقال في المسلك الثامن من مسالك العلة: تنقيح المناط، وهو إلغاء الفارق فيشتركان في الحكم.

والدليل على أنه حجة بهذا التفسير: أنَّ الأصل في كل مِثْلين أن يكون حكمهما واحدًا، فإذا استوت صورتان، ولم يوجد بينهما فارق، فالظن القوي القريب من القطع أنهما مستويان في الحكم، ونجد في أنفسنا من اعتقاد الاستواء في الحكم ههنا أكثر مما نجده في الطرد والشبه، والعلم بهذا التفاوت ضروري عند من سلك مسالك الاعتبار والنظر، فوجب كونه دليلًا على عليَّة المشترك على سبيل الإجمال، وإن كُنَّا لا نعيِّنه، بل نجزم بأنَّ ما اشتركا فيه هو موجب العلة (٢).

قال الشنقيطي: والتحقيق أنه - أي إلغاء الفارق- نوع من تنقيح المناط (٣).

فمعنى تنقيح المناط: الاجتهاد في تحصيل المناط الذي ربط به


(١) البحر المحيط (٥/ ٢٥٨).
(٢) شرح تنقيح الفصول للقرافي (٣٠٩ - ٣١٠).
(٣) أضواء البيان للشنقيطي (٤/ ٤٣٠) سورة الأنبياء ط. دار الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>