للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال سلمان الفارسي: العمر قصير، والعلم كثير (١)، فالأولى أن يتجه المرء إلى ما ينفعه، وأنفع العلوم في هذه العصور بعد علم العقيدة هو علم الفقه.

وقد قال : «نضَّر الله امرءًا سمع منا حديثًا فحفظه حتى يبلِّغه، فرُبَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورُبَّ حامل فقه ليس بفقيه» (٢).

• فإذا جاءك الحديث عن رسول الله ، فلك فيه طريقان:

الطريق الأول: إثبات سنده.

الطريق الثاني: فَهم متنه، وفقه المتن هو رأس الأمر.

ولا سبيل إلى هذا الفقه إلا بالنظر في الأدلة -الكتاب والسنة-، واستنباط الأحكام الشرعية والمسائل الفقهية منها، ولا يتأتى ذلك إلا بعلم جليل هو علم أصول الفقه.

فليس الفقيه من يحفظ المسائل والفروع والأحكام، إنما الفقيه الذي يملك القدرة، وله من الملكة والنظر ما يُمَكِّنُه من استنباط هذه


(١) صفة الصفوة لابن الجوزي (١/ ٢٠٨) ط دار الحديث.
(٢) إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (٣٦٦٠)، والترمذي (٢٦٥٦)، وابن ماجه (٤١٠٥)، وأحمد (٢١٥٩٠) وغيرهم من حديث زيد بن ثابت مرفوعًا، وله شواهد تزيده قوة.

<<  <  ج: ص:  >  >>