للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما من ارتد، ثم عاد إلى الإسلام، لكن لم يره ثانيًا بعد عوده، فالصحيح أنه معدود في الصحابة مثاله: الأشعث بن قيس.

وهذه الرؤية والنبي على قيد الحياة الدنيوية، أما من رآه بعد موته، وقبل دفنه فليس بصحابي كأبي ذؤيب خويلد بن خالد الهذلي، وهو شاعر مخضرم أسلم، وأخبر بمرض النبي فسافر ليراه، فوجده ميتًا مسجى، فحضر الصلاة عليه والدفن، فلم يعد صحابيًّا.

وكذلك الرؤية مقيدة باليقظة، فمن رآه في المنام، وإن كان قد رآه حقًّا فليس بصحابي، ولا يجب عليه أن يعمل بما أمره به في تلك الحالة، والله أعلم (١).

قال ابن الصلاح: المعروف في طريقة أهل الحديث أن كل مسلم رأى النبي فهو من الصحابة.

وهذا القول اختاره ابن الحاجب في مختصره (٢).

وقال ابن حجر في تعريف الصحابي: هو من لقي النبي مؤمنًا به، ومات على الإسلام، ولو تخللت ردة في الأصح.

والمراد باللقاء: ما هو أعم من المجالسة والمماشاة، ووصول


(١) الفتح لابن حجر (٧/ ٥، ٦) بتصرف.
(٢) تحقيق منيف الرتبة فيمن ثبتت له شريف الصحبة للعلائي (٣٣ - ٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>