للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي سنة فصاعدًا، أو غزا معه غزوة فصاعدًا (١).

قال العلائي: في عبارته ضيق يوجب أن لا يعد في الصحابة جرير بن عبد الله البجلي، ومن شاركه مثل وائل بن حجر، ومعاوية بن الحكم السلمي ممن لا خلاف في عدهم من الصحابة.

وقال ابن حجر: والعمل على خلاف هذا القول؛ لأنهم اتفقوا على عد جمع جم في الصحابة لم يجتمعوا بالنبي إلا في حجة الوداع (٢).

هذه أشهر المذاهب في تعريف الصحابي، والحاصل أن الصحبة لها اعتباران:

١ - باعتبار الوضع اللغوي: تنطلق على القليل والكثير، سواء في مجالسة أو مماشاة، ولو ساعة يسيرة.

٢ - من حيث العرف: أنه لا ينطلق إلا على الصحبة الطويلة أو الكثيرة، لكن لا حد لتلك الكثرة إلا بما ينطبق عليه الاسم.

فجمهور المحدثين اعتبروا المعنى اللغوي للصحبة، فعدوا في الصحابة كل من لقي النبي اكتفاءً منهم باللقاء لقبول رواية الراوي، ولشرف رؤية النبي ؛ وهذا لأن تعلق المحدثين بالرواية لا


(١) الطبقات لابن سعد (٦/ ٢٩٥، ٢٩٦).
(٢) تحقيق منيف الرتبة للعلائي بتصرف (٣٤، ٣٧)، فتح الباري لابن حجر (٧/ ٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>