للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا ريب أن الإطلاق العرفي منتف عن أمثال هؤلاء، وأما الإطلاق اللغوي فهو قريب.

الرابع: من لم يجتمع به أصلًا، وإنما رآه من بعيد، وحكى شيئًا من أفعاله، أو لم يحك شيئًا مثل: أبي الطفيل عامر بن واثلة، وغيره ممن ليس له إلا مجرد الرؤية إما في حجة الوداع، أو غزوة الفتح، أو غزوة حنين، أو غير ذلك، أو كان مع أبيه فأراه النبي من بعيد.

فلا ريب في أن الإطلاق اللغوي منتف عن هؤلاء قطعًا فضلًا عن الاستعمال العرفي.

وإنما أعطي هؤلاء حكم الصحبة لشرف ما حصل لهم من الرؤية له ، ولدخولهم في القرن الذي أثبت أنهم خير القرون من أمته (١).

قلت: هكذا ذكر أبا الطفيل في القسم الرابع، وأبو الطفيل قال: رأيت رسول الله يطوف بالبيت، ويستلم الركن بمحجن معه ويقبل المحجن (٢).

بل قال: أدركت ثمان سنين من حياة رسول الله وولدت عام


(١) تحقيق منيف الرتبة لمن ثبت له شريف الصحبة (٤١ - ٤٣).
(٢) أخرجه مسلم (١٢٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>