ولقد جاءنا الإسلام ليبين لنا كيفية استغلال مثل هذه الأوقات حتى لا تذهب سدى، وقال لنا: إن دنياكم زائلة، وتمتعكم فيها محدود، وستنتهي، والشيء الذي يبقى من أعمالكم هو ما أريد به وجه الله تبارك وتعالى.
ومن ذلك: هذه الصلاة التي تصلونها، فإن أجرها عظيم، وثوابها كبير، وأفضلها الفرائض وخاصة إذا أديت في بيوت الله تبارك وتعالى، قال تعالى:{وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفِيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}[هود:١١٤]، طرفي النهار: في الصباح والظهيرة ثم في العصر.
(وزلفاً من الليل): المغرب والعشاء.
ثم قال:(إن الحسنات يذهبن السيئات)، فهذه الصلوات تغسلك وتطهرك، ثم بعد ذلك نوافل العبادات، فالسنن الراتبة فيها أجر كبير، وثواب عظيم، وكذلك قيام الليل حيث يقول تعالى:{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا}[المزمل:١ - ٦].