[الشرك عند العرب قبل بعثة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم]
ثم قبيل البعثة النبوية المحمدية لم يبق في فجاج الأرض من نور الوحي إلا شموع خافتة باهتة، وهذه الشموع لا يكاد الناس يعرفون في ضوءها معالم الطريق، ولا تصلح لهدايتهم إلى الحق الخالص من الشوائب، وكان العالم كله كذلك ومنه الجزيرة العربية التي انتشرت فيها عبادة الأصنام والأوثان فكان العرب يعبدونها؛ لتقربهم إلى الله زلفى.
فجاء رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بالنور المبين، والصراط المستقيم والحق الأبلج، وفتح الله به العيون العمياء، والآذان الصماء، وأنار به القلوب وأظهر الله به الحق، وعرف الناس بربهم، وأقام العبادة على الحنيفية ملة إبراهيم، وبين للناس ما اختلفوا فيه، وبين الضلال الذي وقع فيه اليهود، وقال كلمة الحق في عيسى عليه السلام.