إن علاج التمزق الذي تعيشه الجماعات الإسلامية، وحدة إسلامية عامة، ومسيرة إسلامية واحدة، أما أن تبدأ المسيرة فيشتد إليها أناس يحبون الإسلام، فتتكاثر المسيرة وتُبنى، ثم يبرز رجل فيه خير وعنده فهم، ولكنه يخالف في بعض الآراء وبعض المفهومات، فإذا به يقيم جماعة جديدة، ينشأ فيها رجل آخر عنده شيء من الفهم يخالف من سبقه، فإذا به يعمل جماعة جديدة وتتوالى المسألة؛ فمتى يكون للمسلمين جماعة قوية تستطيع أن تواجه الباطل؟! إن الجماعة إذا حدث فيها تغيير، ينبغي أن يكون في داخلها هذا التغيير.
إن وحدة العمل الإسلامي، ينبغي أن يكون خطاً واضحاً، وأساساً من الأسس، ودعوة للناس كلهم، وإذا لم نستطع أن نوحد فعلينا أن نوقف التمزق، وألا يستمر المسلمون فيه إلى ما لا نهاية.
نحن نملك الدعوة، فلن نعادي الذين يخرجون منها شيئاً قليلاً، بل سنودهم ونحبهم، فلا نريد أن يستمر التمزق في العمل الإسلامي، فإنه مزلق خطير، وما مصيبة المسلمين في تاريخهم إلا الفرقة، فهي ليست خيراً لهم، بل هي شر لهم، فقد أذهبت قوتهم، وجعلت بأسهم بينهم، فلا تفرقة، خاصةً في الجماعة الواحدة التي فهمها متقارب، فلا تصنع التجزؤات أو التجمعات الجديدة مهما وجد من أخطاء، فالأخطاء لا يخلو منها أحد، وإلا صارت مبرراً لنشوء جماعات جديدة وهكذا.