لو هجم اليهود اليوم على الأردن أو على سوريا أو على مصر ماذا سيفعلون؟! أين السلاح وأين الرجال وأين العقيدة وأين الهدف الذي يحمله المقاتلون؟! وقد جربنا معارك خضناها بعيداً عن إسلامنا وعن عقيدتنا فما جنينا منها إلا العلقم كما يقولون، لم نجن خيراً؛ لأننا لم نقاتل كما يريد الله سبحانه وتعالى، قاتلنا في سبيل أهداف قريبة سطحية، أو قاتلنا ونحن لا نعرف ما الهدف من القتال، وقاتل الضابط وهو مخمور، ومعارك قامت ورجال الجو فيها -أي: الذين يقودون الطائرات- سكارى، والمعركة مشتعلة في عام ١٩٦٧م! فليس هناك إلا الحل الذي يبينه الله سبحانه وتعالى، ولا نصر إلا بعودة إسلامية صحيحة طال الأمد أم قصر، فلابد أن يعود المسلمون إلى دينهم، ولابد أن تجتمع كلمتهم، وأن تتوحد دولتهم، وأن يعودوا مرة أخرى أمة واحدة لها دولتها ولها تشريعها، وليكن تشريعها هو قرآنها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم، ولتكن دولة تقوم على سواعد أبنائها، لا يؤتى لها بالخبراء من أمريكا، ولا من فرنسا، ولا من روسيا، لا تميل نحو الشرق ولا نحو الغرب، دولة تقوم على الإسلام باسم الإسلام، وباسم الله، تتبع منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحقق ما يصبو إليه المسلمون من خير.
فإن تقاعس المسلمون، فسيهز اليهود عروش حكام المسلمين، كما هو الحال، فاجتاح الكفار بلاد المسلمين، وامتصوا خيراتهم، فمن كان يصدق بأن الأقصى سيفرط فيه المسلمون، وأنه سيضيع من أيديهم، فعمَّان ليست بأغلى من الأقصى، والكويت ليست بأغلى من الأقصى، واليهود يحلمون بالكويت، وبالمدينة المنورة، ويحلمون بالقاهرة، ويحلمون بعمان، ويحلمون بالدول العربية كلها، فأين نخوة المسلمين؟! ألا تذكرون عندما كان يصفق اليهود طرباً عندما دخلوا القدس وهم يقولون: محمد مات وخلف بنات؟! أين رجال المسلمين عندما فعل اليهود ذلك؟! إنها أيام مريرة ورثناها في عصرنا هذا، حال المسلمين في مثل هذه الأيام لا يسر أبداً، فلابد للمسلمين من عودة مرة أخرى إلى هذا الدين، وإلى هذا الكتاب، وبدون ذلك لن ينتصروا.