الصلاة من أعظم ما يقرب إلى الله تبارك وتعالى، وخاصة الصلاة في وقتها، والصلاة في جماعة بالنسبة للرجال أجرها عظيم، وثوابها جزيل، فهي تحط الخطايا والذنوب، وتغسل الإنسان من أدرانه، وتقربه إلى الله تبارك وتعالى.
وهذا شيء طيب أن يعتاد المسلمون أن يؤموا بيوت الله في رمضان، فترى المساجد عامرة في الليل وفي النهار، فتراهم يصلون النوافل، ويقومون الليل، ويقرءون القرآن.
ولكن اعلموا أن هذا كان ديدن المسلمين الأوائل طيلة العام وذلك عندما كان المسلمون ملتزمين بطاعة الله تبارك وتعالى، يقول بعض الصحابة:(كنا -أي في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم- ولا يتخلف عنها -أي عن صلاة الجماعة- إلا منافق معلوم النفاق، فقد كان يؤتى بالرجل يهادى بين رجلين -أي: أنه مريض، فكان يمسك به رجل عن يمينه ورجل عن يساره وهو يتهادى بينهما؛ لتعبه ومرضه- حتى يقام في الصف).
وجاء رجل أعمى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو لا يبصر الطريق -وهو ابن أم مكتوم - فشكا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أن بيته بعيد، وأنه ليس له قائد يقوده إلى المسجد، وأن بينه وبين المسجد حفراً، وقال:(يا رسول الله! أنا رجل أعمى، ومن صفتي كذا وكذا، أتجد لي عذراً فيَّ ألا أشهد صلاة الجماعة؟ قال: نعم، فلما ولى دعاه وقال: أتسمع النداء؟ قال: نعم، قال: فأجب، فإني لا أجد لك رخصة).
فكان شأن المسلمين أن يعتنوا بهذه الصلوات، وأن يحافظوا عليها في أوقاتها وفي الأماكن التي ينادى بها فيها، وهي المساجد.