هل نصوص الأسماء والصفات من المتشابه الذي لا يجوز الخوض فيه؟
الجواب
إذا كان المراد أنها من المتشابه؛ لأننا لا نعرف حقيقة الصفات فهذا الكلام صحيح، أي: نحن نعرف أن الملائكة لهم أجنحة لكن لا نعرف حقيقة أجنحة الملائكة، وكذلك نعرف أن في الجنة ثماراً وعنباً ورماناً وفاكهة ذكرها الرحمن ولكننا لا نعرف حقيقتها.
وإن كان المراد أننا لا نعرف معنى الصفة، فلا نعرف معنى الرحمة، ولا نعرف معنى القدرة، ولا نعرف معنى العلم، ولا نعرف معنى الحكمة، فهذا خطأ، لأن صفات الرحمن نعرف معناها، قال الإمام مالك رحمه الله عندما سئل عن الاستواء: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، قال: الاستواء معلوم، أي: معلوم معناه والمجهول هو كيفيته، والإيمان به واجب؛ لأن الله أخبر بذلك، والسؤال عنه، أي: عن الكيفية بدعة، فلا تسأل عن الكيفية، فالله موجود ومعنى الوجود نحن نعرفه، لكن كيف هو موجود؟ لا نعرف، فالكيفية نجهلها، والله سبحانه وتعالى له سمع ونحن نعرف المعنى، لكن كيف السمع؟ لا نعرف الكيف، فنحن نؤمن بالمعنى ونفهم المعنى؛ لأن هذا كلام باللغة العربية.
فإذا أراد من قال: إن صفات الله من المتشابه أننا لا نعرف كيفيتها فلا بأس بذلك، أما إذا أراد أننا لا نعرف معناها فلا.
وكثير من الناس يحسبون أنها من المتشابه فلا نعرف معناها، إذاً فلا فرق عندهم بين قدير وعليم وخبير وسميع، وهذه كلها ليس لها معنى، وهي كلمة واحدة، وهذا يعود إلى قول الجهمية القدامى، فإنه لا فرق عندهم بين صفة وصفة!