للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كيفية إزالة الحواجز النفسية بين العاملين في الدعوة]

السؤال

كيف نزيل الحواجز النفسية بين العاملين للإسلام مع بعضهم بعضاً؟

الجواب

ينبغي أن أحرص على أخي وإن رأيت فيه عيباً، لا أفضحه ولا أشهر به، ينبغي أن أطرق بابه وأقول له: يا أخي! ينبغي أن تكون المسألة بالشكل الفلاني وبالطريق الفلاني وبالأمر الفلاني.

وبهذا تزول الحواجز بين العاملين للإسلام، ونحن نعتبر هذه الجماعات ليست فرقاً منحرفة، هؤلاء لهم عقيدة وهؤلاء لهم عقيدة، وهؤلاء لهم شريعة وهؤلاء لهم شريعة، لا، بل العقيدة متقاربة، والشريعة هي الشريعة، وكثير من الخطوات هي الخطوات، أو نختلف في بعض الوسائل، أو نختلف في الفهم، وهذه أمور تتنوع حتى في إطار الدولة الإسلامية، فهذا عالم، وهذا مجاهد، وهذا عابد، وهذا كذا وكذا.

فهذا أمر لا يرفضه الإسلام، فإذا اتجهت جماعة للعلم، وجماعة اتجهت للدعوة، وجماعة اتجهت لكذا، فلا بأس، لكن الجماعة المثلى هي التي يكون فيها نوع من الشمول والتكامل، هذه هي الجماعة التي فيها نوع من المثالية، فتعطي العلم حقه، والدعوة حقها، والجهاد حقه، لا تنسى مجال التربية، ولا تنسى العلم، ولا تنسى الجهاد، فيكون فيها نوع من التكامل.

بوجود شيء من هذه القواعد أظن أن التعدد الموجود في الساحة لن يكون بأمر خطير، لكن أن أقول: أنا وحدي على الحق وأنت على الباطل، ويصل الأمر إلى أني أنا المسلم وحدي وأنت كافر، أعوذ بالله! فلو أن جماعة قدرها خمسون مثلاً وتعتقد بأنها هي المسلمة، وبقية الأمة كلهم كفرة مجرمون! أو أنا جماعتي هي الجماعة، والجماعات الأخرى كلها ضالة! هذا خطأ في الفهم.

نحن بحاجة أن نحطم هذه الحواجز التي أصبحت بين المسلمين، وأحياناً يصل الأمر إلى الكراهية والحقد، فينبغي أن نحاربها، أنا مسلم أشهد أن لا إله إلا الله، وأنت تشهد أن لا إله إلا الله، كلانا يعتقد أن الله واحد، وأن النبي صلى الله عليه وسلم حق، وشريعتنا واحدة، ونجل سلفنا الصالح من الصحابة والتابعين وأتباعهم والأئمة، ونرى أن جيلهم هو الجيل الفاضل، وتاريخنا واحد، فلماذا الاختلاف؟! الأصول التي نلتقي عليها مئات، لا توجد أمة تجتمع فيها أمور كثيرة تجمعها كالأمة الإسلامية، ثم مع هذا أكل همك أن تحطمني وتكسر رأسي؟! إذا وضعنا بعض الأصول والتقى عليها العاملون في الإسلام فستصبح الفروق سهلة.

أنا يمكن أن يأتيني فرد من جماعتي فأقول له: اذهب إلى المجموعة الأخرى الفلانية الذين ليسوا من جماعتي؛ لأن عندهم علم، فادرس عندهم الحديث، وادرس عندهم التفسير، وادرس عندهم كذا؛ لأن هؤلاء عندهم شيء ليس عندي، وهم يقولون: اذهب إلى إخواننا هؤلاء حتى يعلموك التربية؛ لأننا لا نحسن التربية، وهكذا يكون تعاون بين الجماعات.

فلماذا هذه الشدة الموجودة عند بعض إخواننا؟! لا يجوز أن نكون جماعة وكأننا أمة مستقلة عن الأمة الإسلامية! نحن مسلمون يعني: استسلمنا لله، وانقدنا له، فالإسلام: مشتق من أسلم يسلم إسلاماً إذا انقاد وخضع لله تبارك وتعالى، فإذا كنت مسلماً لله وأنا مسلم له، والإسلام الصحيح موجود عندك وعندي، فلماذا نتعادى؟! قد يكون فينا بعض النقائص فيكمل بعضنا بعضاً، أنصحك وتنصحني من منطلق الحب والإخاء.