إن ما فعله المجاهدون الأفغان آية تقول للمسلمين: إن رب الإسلام، وإن رب هذا الدين، وإن رب محمد صلى الله عليه وسلم حي قوي قادر، وهو الذي قال للمسلمين:{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[غافر:٥١] وهذا في بدء الرسالة.
عندما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حياً قالها للمسلمين إلى أن تقوم القيامة: إنه ربهم وسيدهم، فإن استنصروا به نصرهم، فليس كذباً، وليست أخباراً ملفقة: إن المجاهدين الأفغان يرون من الآيات ما يثبت الله به قلوبهم، ويعيد للنفوس الثقة بهذا الدين.
فترى أحياناً طلقات لا تؤثر في سيارة وفي أحيان أخرى تفجر دبابة، وترى مدفعية لا تكاد تسقط طائراً تسقط طائرات، ويأتي الرصاص على المجاهدين بل والأسلحة الفتاكة التي لم نسمع بها فيذهب الله أثرها عنهم.
أترى الله تبارك وتعالى خاذلهم؟! هؤلاء قوم فعلوا ما يستطيعونه، ألا يستطيع رب العزة أن يرد عنهم كيد أعدائهم؟! بلى والله! إن الأسرى من الروس في بعض الأحيان يقولون لهم: أين الخيل التي كنتم تركبونها؟ فقد كانت تقاتلنا! إن الله ينزل ملائكة يقاتلون، ولم يقل الله: إن الملائكة نصر لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمجاهدين معه فقط، بل ينزل الله جنده على المسلمين أينما كانوا بشرط أن يصدقوا الله تبارك وتعالى، ولا أقول: إنهم قد انتصروا، فالنصر بيد الله، لكن ثباتهم هذه المدة الطويلة لا شك أنه نوع من أنواع النصر، وآية من آيات الله تبارك وتعالى، فعلى المسلمين أن يفكروا فيها، وعلى الذين يريدون تحرير فلسطين أن يفكروا فيها، وعلى الذين يريدون أن يحرروا ديار الإسلام أن يفكروا بأن هناك طريقاً آخر لاسترجاع العزة والكرامة، وهو غير طريق التوجه إلى الشرق والغرب، وغير طريق المناداة بمبادئ غير مبدأ الإسلام، فهناك طريق الإسلام، طريق الله، وطريق الجنة.