الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، محمد عبد الله ورسوله.
وبعد: لن تتخلص هذه الأمة مما يحيط بها من بلاء إلا إذا عرفت ربها، وعرفت دينها، وعرفت كيف تسلك طريقها في حياتها.
من هذا البلاء الذي تعيش فيه الأمة من كل الجهات، أعداؤها يحيطون بها أعداؤها يمزقون أبناءها، ويهتكون أعراضها، ويحتلون أراضيها آلام ومآسٍ في فلسطين في لبنان في أفغانستان في الفلبين في الهند أينما وليت وجهك تجد مآسي يعيشها المسلمون في مثل هذه الديار، في مصر في بلاد الشام في الخليج، مشكلات اقتصادية، ومشكلات اجتماعية، وتمزقات، كل هذا يحتاج إلى علاج، وقد وضعه الله تبارك وتعالى في كتابه، فعلى المسلمين أن يأخذوا هذا العلاج، وأن يعتمدوا على الله تبارك وتعالى.
وضياع المسلمين إنما جذبهم بسبب أخذهم من الشرق والغرب، ومن النظريات والفلسفات، ثم ماذا بعد؟! لا نزال حيث نحن، بل نتأخر إلى الوراء، أما آن للمسلمين أن يعرفوا ربهم، وأن يلجئوا إليه، وأن يستمدوا من كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يتوكلوا عليه في أمورهم، في معالجة نفوسهم، ومشكلاتهم، ودفع أعدائهم.
ومن أعظم ذلك أن يواجهوا أعداءهم، ففي ذلك حياتهم، قال تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}[الأنفال:٢] فعلى المسلمين أن يعرفوا ربهم، وأن يتوكلوا على الله تبارك وتعالى، وأن يتوجهوا إلى الله تبارك وتعالى عله أن يرحمهم، وأن يزيل ما بهم.
هذا سبيل واحد ينبغي أن يلجأ إليه المسلمون، فيطهروا أنفسهم، فهذه الأنفس يجب أن تتطهر ثم تتجه إلى الله تبارك وتعالى ليكون في ذلك الخير والسعادة.