الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله تقلب كثيراً، فهو يصلح لأن يكون انموذجاً لما كان يعانيه المسلم في تلك الفترة من الصراعات الفكرية والعقائدية، فتجده مرة مع المعتزلة، ثم تجده مرة مع الأشاعرة، ثم تجده مرة مع الفلاسفة، لكن ذكر عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه رجع في الأخير إلى عقيدة أهل السنة والجماعة، ويقال: إنه مات وصحيح البخاري على صدره.
وكثير من العلماء بعد مرحلة طويلة يرجع إلى الصواب مثل الرازي، والجويني، والشهرستاني وغيرهم، ونرجو أن يكون الغزالي من طلاب العقيدة، لكن في مسيرته تعثر كثير، ويوجد صفحات مشرقة في كتبه وصفحات مظلمة، ونرجو للرجل أن يكون من أهل الخير، لكن نحن نحكم على الخطأ أنه خطأ، وعلى الصواب أنه صواب.