الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
إن هذا الشهر ينبغي أن يكون انطلاقة لإصلاح النفس الإنسانية وتهذيبها، وتدريبها على فعل الخير، وإحياء شعور المسلمين بأنهم كالجسد الواحد، فينظر إلى مآسي المسلمين وأحوالهم، وينظر إلى هذا الغثاء الذي يعشش هنا وهناك في نفوس المسلمين؛ فيوطن النفس على أن يكون دائماً صوت إصلاح وصوت هداية وشعلة خير.
لا تدري ما الذي يرجح في ميزان حسناتك يوم القيامة؟ قد يرجح بها تمرة، أو شق تمرة، وقد يرجح بها درهم، أو فعل خير، أو كلمة تقولها، أو دعوة تدعو بها، أو هداية لضال، أو سد جوعة لجائع، وحث الناس على أن يتحاضوا على الخير، يحض بعضهم بعضاً، ويتواصوا به، فيحض بعضهم بعضاً على إطعام المسكين والفقير، ويكونوا إخوة فيما بينهم يمثلون جسداً واحداً وبناءً واحداً متلاحماً، وهذه صفة المسلمين إذا كانت فيهم حياة، وإذا كان فيهم بقية خير، وبقية إيمان، واعتزاز بهذا الدين، وتلبية لنداء القرآن، فلتكونوا كذلك أمة واحدة، قد فرقتنا الرئاسات، والزعامات، والسياسة، فلتبق شعوب المسلمين تشعر فيما بينها بالصلة والأخوة، والمودة، والمحبة.
والله تبارك وتعالى يثيب بالنيات، ويثيب على ما في القلوب، فإذا طبق العباد دينهم، وعرفوا طريقهم، وقصدوا الخير دائماً؛ فالله معهم، {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}[العنكبوت:٦٩].
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وكفر عنا سيئاتنا، وألهمنا رشدنا.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، والباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، إنك قريب مجيب سميع الدعوات.