إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فقد (سأل الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! أخبرني عن عمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار)، وفي بعض الروايات أنه قال للرسول صلى الله عليه وسلم:(يا رسول الله! إني أريد أن أسألك عن كلمة أمرضتني وأحرقتني، قال: سل عما بدا لك، قال: دلني على عمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار)، تلك كانت اهتمامات كبار الصحابة وصغارهم رضوان الله عليهم.
لقد وصف الله سبحانه وتعالى ووصف الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين الجنة حتى كأنهم يرونها، ووصفت النار حتى كأنهم يشاهدونها، فوصفت الجنة بنعيمها، وما فيها من خير عظيم لم تسمعه أذن قبل ذلك، ولم يشاهده الناس في واقع حياتهم الدنيا، ولا يمكن أن يشاهدوا شيئاً قريباً منه، ووصفت النار بعذابها، وما يتجرع أهلها من آلام وأوجاع وشقاء دهوراً لا تنتهي وأزمنة لا تنقضي {فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[البقرة:٢٤ - ٢٥]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[التحريم:٦].