للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الكفر ملة واحدة]

أنا هنا لست مع أمريكا، أمريكا كروسيا، فلا يغضب غاضب، ولا يقل قائل، فأمريكا كروسيا، كلتاهما تريدان بالمسلمين شراً، ولا تريدان بدار المسلمين خيراً نقول: هذا لا مرية فيه فالكفر ملة واحدة، وهناك عشرات الملايين من المسلمين تحت ظل الحكم الشيوعي، اقرءوا تاريخ المسلمين في روسيا، لقد كانت تزهق في ثلاثة أيام أو في خمسة أرواح مليون من المسلمين، إن هناك أحداثاً في روسيا معروفة للعالم كله، مصائب أنزلت فوق رءوس المسلمين، إن تاريخ هذه الدولة تاريخ مؤلم موجع.

في بعض الأحيان يكون الضحايا مائة ألف، أو نصف مليون، أو مليوناً، أو بضعة ملايين في شهور، في الوقت الذي حافظت فيه روسيا على أرواح اليهود، فقد كان كل يهودي في روسيا تحت الحماية الكاملة، إلى أن أقيمت دولة اليهود في ديارنا، فأخذت تورد لنا من اليهود الذين حافظت على دمائهم، وأموالهم ومعتقداتهم، من الأطباء والعلماء، ورجال الحرب؛ حتى يسفكوا دماءنا كما سفك الروس دماء المسلمين.

ولا يزال يتشدق الجهلاء من هذه الأمة بأن روسيا نصير لنا، وعون لنا، ومؤيدة لحقوق المسلمين، وتحافظ على حقوق الشعب الفلسطيني، وهي الدولة الثانية في العالم كله التي أعلنت اعترافها بإسرائيل يوم أن وجدت إسرائيل.

ثم بعد ذلك -وللأسف- يوجد بين أبناء المسلمين من لا تزال على عينيه غشاوة، فنجده إلى اليوم يسبح بحمد هذه الدولة الكافرة الشيوعية التي تنكر وجود الخالق.

إن أول مبدأ عندنا نحن المسلمين: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وأول مبدأ عندهم: لا إله والحياة مادة، ليس للكون خالق! والرسل دجالون كذابون! والكتب هذه مفتراة! والدين أفيون الشعوب! هذا دينها وتلك عقيدتها، ومن كان كذلك فلن تجد كعداوته عداوة، إلا أن يجتمع عداء اليهود مع عداء المشركين الملحدين، وقد يتساويان ولا ندري أيهما أشد، قد يكون مكر اليهود وعداء اليهود أشد، وقد يكون هؤلاء، ولكنهما كفرسي رهان في حربهم على الإسلام والتنكيل بأهله.