للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كتاب الله يمنح قارئه معرفة عظيمة بالله عز وجل]

كتاب الله يعرفنا على ربنا، وصفاته، وأسمائه، وأفعاله، وعندما يقرأ المسلم صفات الحق ويعرف من أفعال الحق ما يبهر العقول، ويحير القلوب؛ تخشع هذه القلوب لربها: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة:٢٥٥].

{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران:٢٦ - ٢٧].

آيات تحدثك عن الله تبارك وتعالى فتصحو النفس عندما تذكر خالقها وبارئها وموجدها، وتعلم أن علمه محيط بها، وأن قدرته تحيط بها، فلا يخرج المرء عن علم الله، ولا يخرج عن قدرة الله تبارك وتعالى.

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة:٧].

عندما تقرأ كتاب الله فيحدث عن ربك وموجدك وبارئك؛ ترى لذلك أثراً عجيباً في نفسك، لا تكاد تقوم من القراءة، حتى ترى الخير يكثر في القلب المريض، وترى المرض الذي في القلب يزول، ويتماثل القلب إلى الشفاء، فالقلوب تمرض ومرضها الذنوب والمعاصي والشكوك والشبهات، وفي كتاب الله علاج وأي علاج! يذكرك الله بنعمته عليك في كتابه، وبنعمته عليك في جسدك الذي سواه وخلقه، وبنعمته عليك في لقمة الطعام التي تمضغها بين أسنانك في فمك، هذه كلها صُنعت بأمر الله تبارك وتعالى، لتكون طعاماً يقدم لك على المائدة، حتى نسمة الهواء التي تهب وتستنشقها، وقطرات الماء التي ترتوي بها، كل هذه نعم.