هناك الآن حركات إسلامية متعددة في الساحة، وكلها تدعي الحق، فإذا أردت الانتماء إلى جماعة إسلامية فكيف أختار هذه الجماعة، وما هي أحسن الجماعات في رأيكم؟
الجواب
إن هناك قاعدة وضعها الله عز وجل في قوله:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}[الحجرات:١٠]، وآمل أن يستشعر كل مسلم معنى هذه الآية.
وقبل كل شيء هذا المسلم الذي يقول الشهادتين، ويصلي ويصوم، له حقوق على المسلمين منها: محبته ومحبة الخير له، وكراهة أن يُنال بسوء وأذى، وهذه قاعدة كبيرة من القواعد الإسلامية التي غفل عنها المسلمون اليوم.
إذاً فنحن أمة واحدة، وجماعة واحدة، والإطار الذي يجمعنا هو الإسلام، والواجب أن نسلم وجهنا لله تعالى، وأن نلتزم بالمنهج الذي هو الإسلام، فالإسلام -كما نقول- منهج حياة.
والمشكلة أن الخلافة الإسلامية قد ضاعت، وأيقن المسلمون أنه لا يمكن إعادة الخلافة إلا من خلال جماعة، وتعددت وجهات النظر، كيف نحيي المسلمين؟ وكيف نقيم لهم دولة؟ ولو أن كل فرد اشتغل بمفرده لإعادة المسلمين إلى جادة الحق، ولإقامة دولة الإسلام لكان ذلك أمراً صعباً.
وعلى هذا لابد أن تضع يدك في أيدي المسلمين، ولو أننا اتفقنا على شروط ينبغي أن تتوافر في الجماعة المسلمة، فأنا لا يضيرني بعد ذلك في أي الجماعة تكون، لكن ينبغي أن تتوفر الشروط، وجمع الأمة المسلمة على جماعة واحدة هو الواجب، لكن لا نستطيع ذلك، فالناس لهم مشارب ولهم اتجاهات، ولا أستطيع أن أقول: إن الجماعة الفلانية على الحق وغيرها على الباطل، لكن أنا لا أرضى أن يكون الإنسان في جماعة همها تحطيم الآخرين، وإيصال الأذى لأي مسلم في جماعة أخرى، فمثل هذه الجماعة أعتبرها جماعة فيها انحراف.
وأنا عندما أكون في جماعة فإنه من واجبي أن أحب كل مسلم سواء كان في جماعة أو ليس في جماعة، وأن أحب له الخير، وأن أحرص عليه.