للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خطر الربا]

بعض المسلمين يأتون إلى بيوت الله يصلون ويصومون ويزكون ويحجون، ولكن يأكلون الربا، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (لدرهم ربا أشد من ست وثلاثين زنية) أشد من أن يزني الرجل ستاً وثلاثين مرة.

كثير من المسلمين يتعاملون بالربا في البنوك ولا يهتمون، ثم يعطون الفوائد بعض المساكين، وهذا خطأ فادح، فالله سبحانه وتعالى لا يقبل هذا، فهذا عندما يضع ماله في الحرام أغضب ربه، وعندما أخذ المال الحرام أغضب ربه، فهو آثم إذا أعطى المال، فالرسول صلى الله عليه وسلم يحذرنا من مثل هذا؛ لأنه يعلم أن الناس سيفتتنون بها، فالزنا عند الناس كبيرة وهو في دين الله جريمة كبرى من الموبقات، ولكن الربا الذي تقوم عليه البنوك والتجارة والمعاملة اليوم في ديار المسلمين وفي غيرها، أصبح الناس يتهاونون به من خلال الدعايات له في التلفزيون والصحافة ليدخلوا بذلك إلى النفوس بطرق مختلفة سهلة ويعطونهم عليها فائدة، وهذا إثمه كبير، قال الله سبحانه وتعالى في الذين لا يتركون الربا: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة:٢٧٩]، فالربا يخرب الديار ويهلك العباد ويحل سخط الله سبحانه وتعالى، فكثير من الناس يظن نفسه على خير وعشرات ومئات الآلاف والملايين من ماله تعمل في الربا، ويظن نفسه من الصالحين، وهو على خطر عظيم، فينبغي أن يتنبه لأمره.

إن الإيمان إنما هو حب لله، والخوف من الله، والخشية من الله عز وجل التي تستقر في نفوس العباد، ثم تلقي ظلالها على كلام العبد، وعلى فعله، فإذا بكلامه مستمد من مشكاة النبوة، وإذا بفعله تظلله آيات الكتاب وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ليعلم ما يفعل ويعلم ما يترك، وإذا به دائماً ذاكراً لله سبحانه وتعالى، عاملاً بطاعة الله عز وجل؛ لأنه يعلم ما يريده الله وما لا يريده الله سبحانه وتعالى.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.