للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[لا عزة للأمة إلا بالجهاد في سبيل الله]

إن هذه الأمة لن تفنى إذا ما جاهدت وقذفت بلفذات أكبادها إلى أرض الوغى، فيذهب أقوام ويبقى أقوام، أقوام يذهبون إلى الجنة، وأقوام يعيشون أعزة، لا يعيشون تدوسهم النعال، ويركلون ويدفعون في ظهورهم، وتسحب نساؤهم وأطفالهم كما نشاهد في فلسطين وغيرها، تسحب وتهان وتذل في كل يوم أعراض المسلمين إنها مناظر تبكي.

أليس خيراً لنا أن نقاتل، وأن نجاهد، وأن نكون أمة مقاتلة، وأن نكون رجالاً أعزاء بالجهاد في سبيل الله، لا نريد الرجال الأذلاء فقد سئمنا ذلاً وهواناً، تذهب أموالنا، وماذا نريد بالمال: نشبع به بطوننا ونكثر به شحومنا، وتكثر بيوتنا وسياراتنا، ونحن نعيش أذلة مهانين؟! لقد عرف الأفغان أن السبيل إلى العزة هو ما أمر الله تبارك وتعالى به أن يكونوا مقاتلين، وأن يكونوا مجاهدين، قال الله تعالى: {وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة:١٩٥]، وإنما التهلكة في ترك الجهاد، إنما التهلكة في ألا تبذل في سبيل الله، تريد أن تحافظ على جسدك، وتريد أن تحافظ على مالك، فإذا بك تذل نفسك، وإذا بالعدو يقوى فيسيطر عليك، وإذا به يمتص خيراتك وأموالك غصباً عنك! منذ أن تحولت هذه الأمة إلى أمة مسالمة فقدت الكثير، لقد فقدت عزتها، وكرامتها، وطمأنينتها، وأصبحت لا تدري من أين تأتيها السهام، ومن أين يأتيها الموت، ومن أين يأتيها الهوان.

لقد فقدت الأمة في زماننا أعز ما تملك، وهي العزة التي قال الله تبارك وتعالى فيها: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون:٨] أين عزة المؤمنين بالله عليكم في زماننا؟ هل المؤمنون في هذه الديار أعزة؟ هل هم في بلاد العرب أعزة؟ هل هم في بلاد المسلمين اليوم أعزة؟ كلا والله، المسلمون اليوم يركلون ويهانون ويداسون، الحرمات تنتهك في ديار المسلمين ولا نكير، أين العزة؟ إِن العزة عندما تصبح هذه الأمة أمة مقاتلة، عندما تعرف لماذا تقاتل ومن تقاتل؟ لا يقاتل فيها المسلم المسلم ظلماً وعدواناً، وإنما يقاتل المسلم الكافر، وعندما يرتفع بأسها من بينها ليتحول إلى أعدائها -عند ذلك تغنم الأمة غنماً كبيراً، وتعرف طريقها عند ذلك يصبح المسلمون إخوة عند ذلك يزول هذا الخبث الذي يعشش في قلوب المسلمين، وفي بيوت المسلمين، وفي ديار المسلمين، يتلاشى بإذن الله بالجهاد الذي يطهر القلوب والنفوس.