أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها الإخوة! عندما نلقي نظرة فيها شيء من العموم على ديار المسلمين وبلاد المسلمين نرى حالاً لا يسر.
منذ عهد ليس بالقريب ونحن نعاني من أمراض خطيرة، كان من نتائجها أن ضعف عالمنا الإسلامي وتمزق وتجزأ، وأصبحنا كما نرى في أيامنا هذه بلا راعٍ، وأمماً شتى مجزأة، حتى طمع فينا كلاب الأرض الذين جعل الله منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت، وكان لابد من مسيرة أخرى، تعيد الحق إلى نصابه والرمح إلى باريها، وتجعل المسلمين في القيادة مرة أخرى، كما جعلت من أوائل هذه الأمة ورعيلها الأول خير أمة أخرجت للناس، وقد بلغت بعض المسيرات في العالم العربي والإسلامي إلى مستوى جيد، وبعضها تعثر في أول الطريق، ولم تبلغ المسيرة كمالها وغايتها بعد، وكان لذلك أسباب، هذه الأسباب قد تكون مزالق، وقد تكون عوائق، وقد تكون عثرات، وأنا لست في موقف أريد به تجريح جماعة أو وضع اللوم على جماعة دون غيرها، إنما هي أخطاء تراءت لي من خلال النظر في مسيرتنا الإسلامية، أردت تبيينها، وإلقاء الضوء عليها، لعلنا نستطيع تجنب هذه المزالق وهذه الأخطاء، ونحن نجدد في المسيرة دائماً، ونريد بها أن تبلغ غايتها، وأن تبلغ القمة إن شاء الله.