للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[دراسة أمور العقائد تقوي العقيدة عند المسلم]

وهذا يجعلنا نتبين السبل التي ينمي بها المسلم عقيدته، وقد ذكرت جانباً واحداً منها وهو الدراسة، وهذا هو أعظم جانب في ذلك، وهو أن يتبين المسلم ذلك من خلال الآيات والأحاديث، فليس هناك سبيل أربح من هذا السبيل، ولا أكثر عطاءً وخيراً منه، وهو أن يدرس المسلم العقيدة من خلال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وذلك بعد أن يلم إلمامة كافية بالضوابط التي تحكم الاعتقاد؛ حتى لا يزل ولا يزيغ فيما بعد.

وهذه الآيات بما تعطيه من علم وعاطفة، وما تعطيه من نظرات، ثم ما ينتج عنها من تأثيرات؛ تسكب في نفس المسلم العقيدة سكباً، بحيث تتوارد على قلبه معانٍ وعلوم لا تحتاج إلى أدلة وبراهين؛ لأن الآيات في ذاتها تتضمن الأدلة والبراهين والعلم؛ فتسيل المعاني، ويسيل العلم، ويسيل النور من خلال هذه الآيات والأحاديث إلى نفس المتدبر المتأمل فيها، فكأن هذا العلم يُلقى في قلبه إلقاءً، فعند ذلك يحس بانشراح نفس، ويحس بطمأنينة قلب وبراحة، ويحس بأن إيمانه ينمو.

وهذا موافق لما يعتقده أهل السنة والجماعة من أن الإيمان يزيد وينقص، وزيادته تكون بالطاعة، ومن جملة الطاعات أن يصدق بكتاب الله، وأن يتدبر كتاب الله وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فيزداد بذلك إيماناً، ويزداد بذلك هدىً ويقيناً، وهذا أعظم وأهم سبيل: أن تدرك العقيدة من خلال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.