للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أخذ الإسلام بشموليته]

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ورد في بعض الأحاديث أن بشيراً -وهو رجل من الصحابة- سأل عن طريق الجنة، فأخبره الرسول صلى الله عليه وسلم بالصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد، فقال: (يا رسول الله! أما الصدقة والجهاد فلا طاقة لي بها -أي: لا أستطيع الصدقة فالمال حبيب إلى نفسي، ونفسي لا أفرط فيها- فحرك الرسول صلى الله عليه وسلم يده، وقال: لا صدقة ولا جهاد؟! فبم تدخل الجنة؟ قال: فبايعته على هذه الأمور وعلى الصدقة والجهاد).

فبعض الناس يجود بالصلاة والصيام والدعاء وفعل الخيرات، ولكنه شحيح بالمال، وفي مجال الجهاد شحيح بنفسه، فكيف يدخل الجنة من أعظم الأبواب؟! ولذلك في بقية الحديث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لـ معاذ: (ألا أدلك على رأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله)، فالرسول صلى الله عليه وسلم يشبه هذا الدين بالجمل، فرأسه الإسلام وإذا ملكت رأس البعير ملكته، ولو شددته من رجله أو من ذيله لا ينجر إليك، لكن إذا ما أمسكه الطفل برأسه سار وراءه، وكذلك الإنسان إذا استسلم لربه وخضع له، وعمل بشريعة الله كلها، وعموده الفقري الصلاة، فإذا انكسر العمود الفقري لا يتحرك البعير، وأعلى شيء في البعير سنامه، وذروة سنام هذا الدين الجهاد، فالذين يبلغون القمة هم المجاهدون في سبيل الله.

والجهاد هو الذي يحمي للمسلمين دماءهم وأعراضهم وأموالهم، وهو الذي يمهد السبيل لانتشار دعوة الإسلام في أقطار الأرض، وهو الذي يصد الباطل والطغيان، وهو الذي يرعب أعداء الله، وللجهاد قيمة كبيرة في حياة المسلمين.

اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وكفر عنا سيئاتنا وألهمنا رشدنا.

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات إنك قريب سميع مجيب.

{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:٦٠]، {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} [الإسراء:١١٠ - ١١١].

{رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة:٢٨٦].

{رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [آل عمران:١٩٣ - ١٩٤].

{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة:٢٠١]، {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة:٢٥٠].

{رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران:٨].