للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم مشاهدة التلفاز]

السؤال

كثير من الناس يشاهدون البرامج التلفزيونية التي فيها مشاهد خليعة، ما الحكم في ذلك؟ وإلى أي حد نستطيع فيه متابعة التلفزيون هنا في أمريكا مع ما فيه من الإباحية المطلقة والمثيرة، ولا أستثني من البرامج شيئاً، حتى نشرة الأخبار؟

الجواب

الحال في أمريكا وفي بريطانيا وفي جميع دول الغرب أشد مما هي عندنا في بلادنا، وإن كان في بلادنا أيضاً شيء من هذا، ولكن في هذه الديار المسألة أخطر بكثير مما هي عليه في بلاد الشرق.

والنظر إلى المشاهد المخزية والعارية والفاضحة التي تدعو إلى الفاحشة أمر خطير، قال الله: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} [النور:١٩]، فيجب على المسلم أن يضبط نفسه، وهذه قضية تحتاج إلى جهاد، فالنفس تدعو إلى الباطل، والباطل سهل، فينبغي أن تضبط هذه المسألة إلى أكبر قدر، ولا شك أنها تؤثر في النفوس تأثيراً سيئاً.

وأنا أقول لكم بصراحة: لا يوجد ضبط للمسألة إلا بالبديل، نحن لا ينبغي أن نكون كالنعامة تضع رأسها في الرمال عندما ترى الصياد كما يقول المثل! لا بد من مشاهدة التلفاز شئنا أم أبينا، يعني: خيرة الناس وأتقى الناس إذا كان التلفاز في بيوتهم بعد سنة وسنتين وثلاث وأربع في ظني أنه يمكنهم أن يغيروا، وحبذا لو أن دولة إسلامية تنتج للمسلمين الأشرطة الطيبة، ويمكن أن نعمل مكتبة تلفزيونية في كل مدينة، وفي كل بلد، وفي كل مكان، ولا يتطلب ذلك منا الشيء الكثير، أنا ما أدعوا أن نخترع الآن شريطاً من البداية، لكن ممكن أن نختار من التلفزيون الأمريكي ومن التلفزيون البريطاني في خلال شهر مثلاً خمسة أشرطة سليمة، نحن ما نريد أن نبيعها ونتاجر من ورائها حتى يقال لنا: خالفتم قانون النشر.

وأيضاً في الدول العربية لو تتبعنا البرامج الطيبة التي تبث للأطفال، أو البرامج العلمية، أو التي للنساء، أو على مستوى الشعب كله من كل دولة، نستطيع أن نأخذ عشرة أو خمسة عشر شريطاً.

إذاً: عندنا بديل، بالإضافة إلى ما بدأ ينتجه بعض المسلمين في بعض البلاد، وأنا قليلاً ما أرى التلفاز، لكن في بعض الأحيان أشاهد برامج طيبة، لا أقول: إنها سليمة مائة بالمائة لكن الفكرة فكرة إسلامية، والأدوار أدوار جيدة فعلاً، تستحق أن تعبر عن قضية وعن مشكلة، وعن عصر من العصور في التاريخ الإسلامي.

أنا أدعو الإخوة المفكرين القادرين على العمل في هذا المجال أن يصنعوا شيئاً للمسلمين، فالفيديو مثلاً بدأ ينتشر، وأنت تستطيع أن تتحكم فيه، وتستطيع أن تعرض في ساعتين لأهل بيتك من خلاله في قضية علمية أو قضية هامة.

أصبح التلفزيون الآن يجري في دماء الناس، فهو مدرسة، فإما أن تحول الناس إلى مجرمين أو تحولهم إلى أخيار.

وحفل السمر الذي سيقام هنا ينبغي أن يصور تصويراً تلفزيونياً، فنأتي بأناس يحسنون التصوير على مستوى راق ثم يوزع هذا الشريط، تذهب نسخة إلى بريطانيا، ونسخة إلى ألمانيا، ونسخة إلى أمريكا، ونسخة إلى الكويت، ونسخة إلى الأردن، ونحن في الكويت نعمل عملاً مثل هذا ونرسل لكم منه نسخة، ونتبادل هذه الأمور، ثم يكون عندنا بعد ذلك من كل مكان أشرطة كثيرة تغذي البيوت بمادة ثمينة.

نحن نستطيع أن نقيم برنامج، وأن نقيم دولة، أو إذاعة، أو محطة تلفاز.

فالحاصل: أن هذا الجهاز يمكن أن يشتريه أكثر الناس، وقد انتشر انتشاراً كبيراً جداً، فالقضية مختلفة، فليست قضية تحريم أو تحليل، وينبغي أن نكون إيجابيين.