الركن الأول: أن تخلص عملك لله سبحانه وتعالى، تعبد الله وحده لا تشرك به شيئاً، وهذه العبادة إن لم يقصد الله بها وحده وقصد بها غيره أصبح العمل شركاً لا يتقبل من صاحبه، {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}[الكهف:١١٠]، فالذي يرجو لقاء الله، ويريد مغفرة الله عز وجل وجنته والنجاة من النار، فعليه أن يعبد الله وحده ولا يشرك بعبادة ربه أحداً.
والشرك في العبادة شرك أكبر: وهو أن تعبد الله وأن تعبد غيره، كما كانوا في الجاهلية يعبدون معه: اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى، أو أن يعبدوا معه عيسى بن مريم ويجعلونه إلهاً، فيدعونه ويستعينون به ويستغيثون به، أو أن يعبدوا بشراً يزعمون أنه هو الله، أو هو ابن الله، أو هو ثالث ثلاثة، فيرفعونه إلى مرتبة الألوهية، فكل ذلك شرك يحبط العمل.
ومن الشرك أيضاً أن يرائي الإنسان بعمله: فالعبادة لله، ولكنه يحب أن يرى مكانه، أو أن يمدحه الناس ويثنوا عليه، فكل هذا أيضاً من الشرك.
والإخلاص أن تجعل العبادة لله، وهو عمل قلبي لا يطلع عليه العباد، وهو سر بين العبد وربه سبحانه وتعالى، فكم من عابد يظن الناس أن عبادته حقة، ويكون فيها دخن، وهذا أمر يحتاج المسلم أن يجاهد نفسه عليه، فيسعى إلى أن يعرف التوحيد والإيمان، ويعرف كيف يصفي إيمانه ويخلص من الكدر والزيغ، وعند ذلك يصلح الركن الأساسي الأول، فاعبد الله مخلصاً له له الدين.
فعلى كل مسلم أن تكون عبادته خالصة لله سبحانه وتعالى، وما لم تكن هذه العبادة خالصة فلا تكون قائمة على أساس قوي متين أبداً، وإنما تقوم على أساس منهار، فالعبادة حق لله سبحانه وتعالى، والله لا يقبل عبادة أشرك العبد معه أحداً.