الملائكة تشهد مجالس العلم وحلق الذكر كما في البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(إن لله تبارك وتعالى ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر)، وهؤلاء الملائكة ليسوا بالحفظة الذين يحفظون الإنسان من بين يديه ومن خلفه، وليسوا بالملائكة التي تسجل الحسنات والسيئات، بل هم ملائكة آخرون يلتمسون فقط أهل الذكر ويحضرون مجالس العلم، فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تعالى نادوا: هلموا إلى حاجتكم فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الأولى.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)، وفي مسند أحمد والسنن عن أبي الدرداء مرفوعاً:(إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يطلب).
فالأعمال الصالحة تقربنا من الملائكة مثل زيارة مريض، والصلاة على الرسول، وحضور مجالس العلم تجعل عند الإنسان حالة من السمو الروحي بحيث تقترب منه الملائكة، ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:(لو أنكم إذ خرجتم من عندي تكونون على الحال الذي تكونون عليه لصافحتكم الملائكة بطرق المدينة) أي: لو كان الإنسان في حالة من السمو الروحي عالية فالملائكة تصافحه؛ وفي سنن الترمذي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(لو أنكم تكونون على الحال التي أنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة بأكفهم، ولزارتكم في بيوتكم، ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم).